تسلا تتراجع أمام الهجوم الصيني: BYD توسّع نفوذها الأوروبي بسرعة قياسية
شهدت شركة تسلا الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في مبيعاتها داخل الأسواق الأوروبية خلال شهر سبتمبر، في الوقت الذي واصلت فيه منافستها الصينية BYD صعودها الصاروخي،محققة نموًا فاق 400% على أساس سنوي، ما يعكس تحوّل ميزان المنافسة في سوق السيارات الكهربائية لصالح الشركات الآسيوية.
تسلا تفقد حصتها السوقية في أوروبا
بحسب بيانات الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات (ACEA) الصادرة يوم الثلاثاء، انخفضت تسجيلات سيارات تسلا في الاتحاد الأوروبي والرابطة الأوروبية
للتجارة الحرة والمملكة المتحدة بنسبة 10.5% على أساس سنوي، لتصل إلى 39,837 وحدة فقط في سبتمبر وبذلك تراجعت الحصة السوقية للشركة إلى 3.2%
مقارنة بـ 4.0% في نفس الشهر من العام الماضي، رغم ارتفاع المبيعات مقارنة بشهر أغسطس الذي سجل 14,831 وحدة فقط.

صعود مذهل لـ BYD الصينية
في المقابل، قفزت تسجيلات سيارات BYD الجديدة بنسبة 398% على أساس سنوي إلى 24,963 وحدة خلال سبتمبر، لترتفع حصتها السوقية من 0.4% إلى 2%.
ويرجع هذا النمو المذهل جزئيًا إلى محدودية وجود الشركة في السوق الأوروبية خلال العام الماضي، ما جعل المقارنة النسبية تبدو ضخمة.
كما ارتفعت مبيعات BYD مقارنة بشهر أغسطس الماضي الذي بلغت فيه 11,455 وحدة فقط، لتؤكد الشركة حضورها المتزايد في القارة الأوروبية.
السوق الأوروبية تميل للسيارات الكهربائية
أظهرت البيانات أن تسجيلات السيارات الجديدة في أوروبا ارتفعت بنسبة 10.7% على أساس سنوي لتصل إلى 1.24 مليون وحدة في سبتمبر،
بدعم من تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية والهجينة واستحوذت السيارات الهجينة على الحصة الأكبر من السوق بنسبة 34.7%، تليها
سيارات البنزين بنسبة 27.7%، بينما شكلت السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات – التي تتصدرها تسلا – نسبة 16.1% من إجمالي السوق.

ضغوط متزايدة على تسلا
ورغم تحسّن وتيرة المبيعات مقارنة بالأشهر السابقة، إلا أن تسلا لا تزال تواجه منافسة شرسة في أوروبا من نماذج كهربائية
بأسعار أكثر جاذبية، خصوصًا من BYD كما ساهمت عدة شركات أوروبية هذا العام في تعزيز المنافسة عبر إطلاق طرازات كهربائية
جديدة، في حين تراجعت صورة تسلا العامة في القارة بفعل الجدل المستمر حول تصريحات وسلوك الرئيس التنفيذي إيلون ماسك.
نتائج مالية مخيبة وتحديات مستقبلية
ورغم أن تسلا سجلت تسليمات قياسية خلال الربع الثالث من العام، فإن المحللين أشاروا إلى أن ذلك يعود في الأساس إلى تسارع
المبيعات قبل انتهاء الإعفاءات الضريبية الأمريكية للسيارات الكهربائية، وليس إلى نمو حقيقي في الطلب اما أرباح الربع الثالث فقد
خيبت توقعات الأسواق، إذ استمرت هوامش الربح بالانكماش وسط زيادة تكاليف التطوير والتحول نحو مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
BYD تواصل الهيمنة والتوسع
من جانبها، تمكنت BYD من التفوق على تسلا في حجم المبيعات الأوروبية في عدة أشهر من عام 2025، مدفوعة بسياسة
توسعية قوية ومزيج من الأسعار التنافسية والتقنيات المتقدمة كما تخوض الشركتان حرب أسعار شرسة في السوق الصينية،
ما أدى إلى تراجع هوامش الأرباح لدى الطرفين، في وقت تسعى فيه BYD لترسيخ مكانتها كلاعب عالمي رئيسي في صناعة السيارات الكهربائية.
