تراكم المخزونات الصينية وتشديد العقوبات على روسيا قد يعيدان تشكيل مشهد النفط العالمي
أكد بنك الاستثمار برنشتاين في مذكرة بحثية يوم الجمعة أن الارتفاع الملحوظ في مخزونات النفط الصينية بالتزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة على الصادرات الروسية،
قد يغيران توازنات السوق العالمية للخام خلال الفترة المقبلة، رغم أن النظرة القريبة الأمد لا تزال تشير إلى فائض في المعروض.
الصين تضيف 100 مليون برميل إلى مخزونها منذ بداية العام
أوضحت المذكرة أن الصين أضافت نحو 100 مليون برميل إلى احتياطياتها هذا العام، لترتفع الكميات الإجمالية المخزنة إلى ما يقارب 1.38 مليار برميل، وهو ما يعادل 112 يومًا من واردات النفط.
ويشمل ذلك نحو 500 مليون برميل ضمن الاحتياطي البترولي الاستراتيجي (SPR)، وهو رقم مرشح للارتفاع مع توقعات بإضافة 150 مليون برميل جديدة في حال بقي خام برنت المخزونات الصينية دون مستوى 70 دولارًا للبرميل.

تباطؤ الطلب الصيني… ونهاية “العصر الذهبي” للاستهلاك
يرى استراتيجيو برنشتاين أن وتيرة نمو الطلب على النفط في الصين بلغت ذروتها، لافتين إلى أنه من المتوقع تسجيل زيادة طفيفة لا تتجاوز 0.1 مليون برميل يوميًا (1%) هذا العام،
وذلك مع تسارع اعتماد السيارات الكهربائية.
وأشاروا إلى أن ارتفاع الاستيراد الصيني لا يعتمد على الطلب النهائي بقدر ما يرتبط بعملية ملء المخزون بهدف تعزيز أمن الطاقة.
فائض عالمي يصعب امتصاصه
وأضاف الاستراتيجيون أن مشتريات الاحتياطي الصيني وحدها غير كافية لامتصاص الفائض في الأسواق، حيث يتجاوز المعروض العالمي الطلب بنحو 2 مليون برميل يوميًا.
حتى مع استمرار الصين في ملء احتياطياتها بمعدل 0.4 – 0.5 مليون برميل يوميًا، يبقى فائض يقارب 1 مليون برميل يُرجح أن يضغط على الأسعار خلال الفترة المقبلة.
كما أشار التقرير إلى أن نحو 1.4 مليون برميل يوميًا من الفائض الحالي يتجه إلى مستودعات التخزين للدول الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)،
فضلًا عن كميات كبيرة من النفط العائم على متن السفن.
توسّع كبير للطاقة التخزينية الصينية
تتوقع برنشتاين أن ترتفع مخزونات الصين إلى نحو 1.55 مليار برميل بحلول نهاية 2026، مع إضافة 169 مليون برميل عبر 11 منشأة تخزين جديدة.
وأكد الاستراتيجيون أن دوافع الصين تتعلق بـ تعزيز أمن الطاقة، المخزونات الصينية حيث ما تزال تغطية الاستيراد البترولي لديها متأخرة مقارنة
بمتوسط دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

العقوبات الجديدة على روسيا… متغير مؤثر في معادلة الأسعار
لفت التقرير إلى أن العقوبات الأمريكية الأخيرة التي تستهدف Rosneft وLukoil تمثل تصعيدًا مهمًا في القيود المفروضة على النفط الروسي،
حيث تؤثر على نحو 1.5 مليون برميل يوميًا من الشحنات البحرية، أي ما يعادل 30% من صادرات روسيا.
ورغم ذلك، يرى المحللون أن الاضطراب الكامل غير مرجح، إذ يُعتقد أن موسكو تمتلك منافذ بديلة ومشترين مستعدين لتجاوز القيود.
سيناريوهات الأسعار… بين ضغوط الفائض ومخاطر التصعيد
بلغ متوسط سعر خام برنت هذا العام نحو 71 دولارًا للبرميل، فيما تبقى توقعات برنشتاين الأساسية عند 69 دولارًا للعام 2025 و65 دولارًا للعام 2026.
وأشار التقرير إلى ارتفاع مستوى عدم اليقين، المخزونات الصينية حيث تشمل المخاطر:
صعودية: في حال فعّلت العقوبات بشكل أكبر وقفًا للصادرات الروسية.
هبوطية: إذا فشلت المخزونات الصينية القيود أو قادت إلى تسوية سياسية في ملف أوكرانيا.
خلاصة برنشتاين
رغم أن توسع الاحتياطي الصيني وتشديد العقوبات على روسيا المخزونات الصينية يمثلان عوامل داعمة للأسعار، إلا أنهما غير كافيين لمحو الفائض
الحالي في السوق بشكل كامل، ما يُبقي الضغوط الهبوطية قائمة حتى العام المقبل، وفق تقدير فريق برنشتاين.
