الطاقة النووية تعود للواجهة مع طفرة الذكاء الاصطناعي ونمو مراكز البيانات العالمية
يشهد العالم تسارعًا غير مسبوق في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وبناء مراكز البيانات، ما يضاعف الحاجة إلى مصادر طاقة مستقرة ومنخفضة الكربون. وفي هذا السياق، تبرز الطاقة النووية كأحد الحلول الأساسية، مع تسليط الضوء على المفاعلات النووية الصغيرة النمطية (SMRs) كخيار استراتيجي.
حل متكامل لاحتياجات الطاقة العالية
يرى براين هو من شركة بيرنشتاين أن التصميم المدمج الطاقة النووية والنمطي لهذه المفاعلات يتيح إنشاء أسرع خلال 3 إلى 5 سنوات، مع مرونة في الموقع بالقرب من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة أو المناطق النائية. وهذا يجعلها مثالية لتغطية الطلب المتزايد على الكهرباء لمراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
نمو استهلاك مراكز البيانات
في عام 2024 استهلكت مراكز البيانات نحو 415 تيراواط/ساعة من الكهرباء، أي ما يعادل 1.5% من إجمالي استهلاك الطاقة النووية الطاقة العالمي. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2030، ليصل إلى 4,000 تيراواط/ساعة بحلول 2050، وهو مستوى يوازي استهلاك اليابان حاليًا.
ويؤكد هو أن الأحمال العالية ومتطلبات الإمداد غير المنقطع تجعل الاعتماد على الشبكات التقليدية وحدها تحديًا، ما يجعل الطاقة النووية خيارًا متوافقًا مع احتياجات شركات التكنولوجيا الكبرى.
دعم سياسي وتسارع في الاستثمارات
أعلنت الشركات الأمريكية في العامين الماضيين عن 28 جيجاواط من القدرة النووية المخصصة لمراكز البيانات، مدعومة بزخم سياسي عالمي؛ إذ ترفع الصين أهدافها النووية، بينما تمضي الولايات المتحدة نحو إصلاحات تنظيمية، ويخصص الاتحاد الأوروبي رؤوس أموال لتوسيع القدرات.
مزايا المفاعلات النووية الصغيرة
تتميز المفاعلات النووية الصغيرة بقدرة إنتاجية أقل من 300 ميجاواط، ما يتماشى مع متطلبات الطاقة المستمرة لمراكز البيانات.
يمكن تصنيعها في المصانع وشحنها للمواقع وتجميعها بسرعة، ما يمنحها أفضلية على المفاعلات التقليدية ذات النطاق الجيجاواطي، مع إمكانية خفض المخاطر التمويلية وتكاليف النشر بمرور الوقت.
تحديات وتكاليف مرتفعة في المراحل الأولى
رغم مزاياها، واجهت المشاريع المبكرة تضخمًا في التكاليف، إذ تضاعفت النفقات الرأسمالية في بعض الحالات ثلاث مرات عن التقديرات الأولية. كما يُحذر هو من أن التشغيل التجاري الواسع النطاق لهذه المفاعلات قد لا يتحقق قبل ثلاثينيات القرن الحالي، رغم أن تأثيرات التعلم واقتصاديات الحجم والإعانات الحكومية يمكن أن تخفض التكاليف بما يصل إلى 70% على المدى الطويل.
آفاق النمو والمخاطر التنظيمية
من المتوقع أن ترتفع القدرة العالمية للمفاعلات النووية الصغيرة من 280 ميجاواط حاليًا إلى 4.2 جيجاواط بحلول 2035، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 31%. ومع ذلك، سيظل هذا الرقم عند حدود 1% فقط من إجمالي القدرة النووية العالمية الحالية، ما يعكس حداثة هذه التكنولوجيا.
تبقى التعقيدات التنظيمية ومتطلبات السلامة عقبات أساسية، مع هيمنة المفاعلات المائية المضغوطة على الموافقات حتى الآن.
فرص استثمارية بارزة
Doosan Enerbility (KS:034020): مستفيد رئيسي كمورد لمكونات المفاعلات الصغيرة، ويستهدف إنتاج 20 وحدة سنويًا بحلول نهاية العقد، مع شراكات تشمل NuScale وX-Energy وTerraPower.
Cameco: تتمتع بميزة في أصول اليورانيوم منخفضة التكلفة، وحصة في تكنولوجيا تخصيب الليزر من الجيل التالي، وملكية في Westinghouse.
