مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات وتأثيره على الأسواق العالمية

يُعد مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات (Services PMI) واحدًا من أبرز المؤشرات الاقتصادية التي تراقب أداء القطاع 

غير الصناعي في الاقتصاد، والذي يشمل الخدمات المالية، التأمين، النقل، السياحة، التجارة، التكنولوجيا، والرعاية الصحية، بين

 قطاعات أخرى. ويعتبر هذا القطاع المحرك الرئيس للناتج المحلي الإجمالي لمعظم الاقتصادات المتقدمة والناشئة، نظرًا لما

 يساهم به من وظائف ودخل وطلب محلي.

 

تعريف المؤشر وآلية حسابه

يقيس مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات نشاط مديري المشتريات في الشركات، ويعكس الاتجاهات الاقتصادية من خلال

 الاستبيانات الشهرية التي تشمل عناصر رئيسية مثل:

• الإنتاج أو حجم الأعمال الجديدة

• التوظيف

• أسعار المدخلات والتكاليف

• مدة التسليم من الموردين

يتم حساب المؤشر بحيث يمثل الرقم أكثر من 50 نقطة توسعًا في القطاع، بينما يشير الرقم أقل من 50 نقطة إلى الانكماش. ويعتبر هذا

 المؤشر مؤشراً سابقًا للحالة الاقتصادية العامة، لأنه يعكس مباشرة النشاط التجاري ومزاج الشركات قبل صدور البيانات الرسمية للناتج 

المحلي الإجمالي أو التوظيف.

تأثير مؤشر الخدمات على الأسواق المالية

يؤثر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات على الأسواق العالمية بشكل مباشر وغير مباشر من خلال عدة قنوات:

• العملات الأجنبية (الفوركس)

ترتبط قوة مؤشر الخدمات عادة بقوة العملة المحلية. فارتفاع المؤشر فوق 50 نقطة يعكس نشاطًا اقتصاديًا قويًا، ما يدفع البنوك المركزية إلى

 التفكير في رفع أسعار الفائدة أو الحفاظ على أسعار مرتفعة، مما يدعم العملة. وعلى العكس، يشير المؤشر الضعيف إلى تباطؤ اقتصادي، مما قد 

يدفع العملة للانخفاض.

• الأسهم

تتأثر الأسهم بشكل كبير بتغيرات المؤشر، خاصة أسهم القطاعات المرتبطة بالخدمات مثل البنوك، النقل، التجزئة، والسياحة. ارتفاع المؤشر عادةً

 ما يشير إلى أرباح أعلى للشركات وزيادة في الطلب، مما يدعم أسعار الأسهم، بينما الانخفاض يشير إلى تباطؤ النشاط التجاري، مما يضغط على

 الأسواق.

• السندات وأسعار الفائدة

مؤشر الخدمات له علاقة مباشرة بتوقعات السياسة النقدية. ارتفاع المؤشر يدعم احتمالية رفع أسعار الفائدة، مما يؤدي عادة إلى تراجع أسعار السندات، 

بينما الانخفاض يزيد توقعات التيسير النقدي، ويدعم السندات الحكومية.

• السلع

مؤشر الخدمات يؤثر على الطلب على السلع، سواء كانت الطاقة أو المعادن الصناعية. ارتفاع النشاط يشير إلى زيادة الطلب على النفط، الغاز، والمعادن
 الأساسية، بينما الانكماش يعكس ضعف الطلب وبالتالي ضغطًا على الأسعار.

المؤشرات المصاحبة

غالبًا ما يُقارن مؤشر الخدمات بمؤشر مديري المشتريات الصناعي (Manufacturing PMI) للحصول على صورة شاملة للنشاط الاقتصادي. بينما يعكس

 الصناعي أداء الإنتاج والطلب الخارجي، يركز مؤشر الخدمات على الاقتصاد المحلي والطلب الاستهلاكي، مما يجعله حساسًا للتقلبات الاقتصادية الداخلية 

والسياسات المالية والنقدية.

 

تأثيره على توقعات الأسواق العالمية

يؤدي مؤشر الخدمات إلى تحريك الأسواق العالمية بطرق واضحة، ومن أبرز الأمثلة:

• الأسواق الأمريكية: ارتفاع مؤشر الخدمات الأمريكي غالبًا ما يرفع معنويات المستثمرين، مما يعزز الأسهم، ويزيد احتمالية تشديد الاحتياطي الفيدرالي

 للسياسة النقدية.

• الأسواق الأوروبية: مؤشر الخدمات في منطقة اليورو يعكس صحة الاقتصادات الرئيسية مثل ألمانيا وفرنسا، ويؤثر على اليورو وسندات المنطقة.

• الأسواق الناشئة: يعتمد كثير من هذه الأسواق على الطلب من الاقتصادات الكبرى، لذا فإن ارتفاع مؤشرات الخدمات في الولايات المتحدة وأوروبا يعزز

 الطلب على صادراتها، مما يدعم النمو والنقد المحلي.

الخلاصة

يعد مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات أداة اقتصادية مركزية لفهم صحة القطاع غير الصناعي في الاقتصاد. تأثيره يمتد على العملات، الأسهم، السندات، 

والسلع، ويعتبر مؤشرًا رئيسيًا للسياسات النقدية المستقبلية. ارتفاعه يشير إلى توسع اقتصادي وزيادة في الطلب، بينما انخفاضه يشير إلى تباطؤ قد يدفع البنوك

 المركزية إلى تبني سياسات تيسيرية. لذلك، يراقب المستثمرون، صناع القرار، والمحللون الماليون هذا المؤشر عن كثب لتحديد الاتجاهات الاقتصادية وتقييم المخاطر

 المحتملة في الأسواق العالمية.

لديك أفضل الشركات المرخصة لتداول وإستغلال فرص الأسواق :

نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات

تداول متطورة وأدوات تحليل  فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة،

مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول