ضبابية الذكاء الاصطناعي في 2026: بين تراجع أسهم القطاع والتحديات المالية
مرت ثلاث سنوات منذ أن أطلقت شركة أوبن أيه آي حالة من الحماس في سوق التكنولوجيا بفضل التطورات
في الذكاء الاصطناعي، غير أن التدفقات المالية الضخمة تأتي الآن مع مخاوف متزايدة بشأن قدرة هذا القطاع
على الاستمرار في تحقيق النجاحات دون مخاطر واضحة.
في الأشهر الأخيرة، دفع التراجع الحاد في أسعار بعض أسهم الشركات الكبرى المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
المستثمرين إلى إعادة تقييم الاستراتيجية التمويلية والتشغيلية في هذا المجال، مع توقعات متفاوتة بشأن
أداء الشركات في 2026.

تراجع أسهم كبريات الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي
-
سهم NVIDIA (NVDA): تداول سهم الشركة عند حوالي 175.02 دولارًا خلال جلسة اليوم مع انخفاض طفيف
يعكس تقلبات المستثمرين تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي، رغم كون إنفيديا أحد أبرز شركات صناعة رقائق
الحوسبة للذكاء الاصطناعي.
-
سهم Oracle (ORCL): سجل سعر السهم 189.97 دولارًا بانخفاض مع دخول المستثمرين في موجة بيع بعد
نتائج مالية أقل من التوقعات وتوقعات بارتفاع النفقات الرأسمالية الخاصة بالبنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
يُظهر هذا التحرك انعكاس شعور المخاطرة في الأسواق تجاه الشركات التي ضخّت استثمارات ضخمة في مشاريع
الذكاء الاصطناعي، ما أدى إلى تراجع أداء أسهمها، وخاصة تلك التي تعتمد على تمويل ديون مرتفع ونتائج تشغيل لا تزال غير مستقرة.

المخاطر والتحديات المالية في الاستثمار بالذكاء الاصطناعي
تشمل المخاوف الرئيسية حول الاستثمار في الذكاء الاصطناعي عدة عوامل جوهرية: تكاليف التطوير الضخمة، مدة العائد
الطويلة، ومدى استعداد السوق والمستهلكين لتحمل نفقات استخدام هذه التقنيات على نطاق واسع. هذه العوامل قد
تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الأسهم القيادية في السوق الأمريكية، خاصة إذا ضعف التسارع في النمو بعد سنوات
من الارتفاع.
شهد مؤشر الأسهم الأمريكية الرئيسي ارتفاعات قوية خلال السنوات الماضية مدفوعة بصعود قطاعات التكنولوجيا و
الذكاء الاصطناعي، لكن استمرار الاستثمارات وبناء البنى التحتية لا يزال يتطلب موارد ضخمة وتوقعات نمو قوية. وقد يؤدي
تباطؤ النمو أو فشل في الوفاء بالتوقعات إلى هبوط أقوى في تقييمات هذه الشركات.

المخاوف تتوسع إلى التمويل وديون الشركات
تخطط أوبن أيه آي لإنفاق نحو 1.4 تريليون دولار على تطوير التكنولوجيا في السنوات القادمة، لكنها تحقق إيرادات أقل بكثير
من نفقاتها التشغيلية، مع توقعات بحرق نقدي يصل إلى 115 مليار دولار حتى عام 2029 قبل أن تبدأ بتحقيق أرباح نقدية في
عام 2030. كما نجحت الشركة في جمع ما يزيد على 40 مليار دولار من التمويل العام، في حين تعهدت إنفيديا باستثمار ما يصل
إلى 100 مليار دولار لدعم عملائها، ما يثير مخاوف حول التمويل الدائري والديون الضخمة لتغطية المشروعات المستقبلية.
تعتمد العديد من الشركات الأخرى على التمويل الخارجي لتحقيق أهدافها في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يضع ضغوطًا إضافية
على قوائمها المالية. وتراجعت أسهم أوراكل بعد إعلان الشركة عن زيادة النفقات الرأسمالية، بينما تمويل مراكز البيانات سيضيف
أعباء إضافية على التزامات الدين طويل الأجل، وهو ما يثير قلق حاملي السندات الذين يحتاجون إلى سداد نقدي منتظم.
الإنفاق الكبير لشركات التكنولوجيا الكبرى
تتوقع الأسواق أن تنفق شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ألفابت ومايكروسوفت وأمازون وميتا أكثر من 400 مليار دولار على
النفقات الرأسمالية خلال 12 شهرًا، معظمها موجه للبنية التحتية الحوسبية للذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، لا تزال الإيرادات الناتجة عن خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية غير كافية حتى الآن لتغطية التكاليف
التشغيلية الكبيرة، مما يضع ضغوطًا على برامج إعادة شراء الأسهم وتوزيعات الأرباح التي تعود بالنفع على المساهمين.
تحولات في تقييمات السوق ومقاربات التاريخ
رغم المخاوف، لا تزال تقييمات شركات التكنولوجيا ليست مفرطة مقارنة بفقاعة الإنترنت السابقة، إذ يتداول مؤشر ناسداك
100 عند مضاعفات أرباح أدنى مما كان عليه خلال ذروة فقاعة الإنترنت.
يشير بعض المحللين إلى أن انتعاشًا محتملاً قد يحدث إذا سجلت بيتكوين وأصول رقمية مستويات قياسية جديدة، مما يعيد الثقة
إلى الشركات التي تمكنت من الصمود خلال تراجع الأسواق.
