تصعيد ترامب التجاري يهز وول ستريت… ومخاوف من تمدد الاضطراب حتى 2026
حذّر آدم كريسافولي، مؤسس شركة الأبحاث فايتل نولدج، من أن التصعيد المفاجئ في الخطاب التجاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أحدث اهتزازًا واسعًا في الأسواق المالية،
ولا سيما في قطاع التكنولوجيا الذي يُعد الأكثر تأثرًا بالإجراءات الجديدة.
فقد أعلن ترامب عن نية فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر، إلى جانب ضوابط تصدير تشمل جميع البرمجيات الحيوية،
ملوّحًا في الوقت ذاته بإلغاء اجتماعه المرتقب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ويرى كريسافولي أن هذه الخطوات تمثل أشد المواقف التجارية عدوانية منذ عدة أشهر، وتستهدف بشكل مباشر شركات تصميم الرقائق
مثل Cadence Design Systems (NASDAQ:CDNS) و Synopsys Inc (NASDAQ:SNPS).

نافذة محتملة للتهدئة
ورغم حدة التصريحات، أشار كريسافولي إلى أن الموعد النهائي في 1 نوفمبر ما زال يترك مجالاً للتوصل إلى تسوية،
مرجحًا أن تشهد اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي القادمة في واشنطن محادثات غير رسمية بين الجانبين.
وأضاف أن قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقرر عقدها في 31 أكتوبر قد توفر فرصة
للقاء غير رسمي بين ترامب وشي رغم احتمالية إلغاء الاجتماع الرسمي.
الأسهم في مهب التوترات
وأشار كريسافولي في مذكرة للعملاء إلى أن التراجع الحاد الذي شهدته الأسواق يعكس حالة هشاشة في التقييمات،
مؤكدًا أن الأسواق الأمريكية دخلت هذه المرحلة وهي “متضخمة، متراخية، ومكلفة”.
وسجّل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا بنسبة 1.9%، فيما خسر مؤشر S&P 500 نحو 2.7%، وهبط مؤشر ناسداك
المركب الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا بنسبة 3.6% خلال جلسة واحدة.

اعتماد مفرط على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
ويرى كريسافولي أن الخطر الحقيقي لا يكمن في التعريفات فقط، بل في الاعتماد المفرط للأسواق على قطاع التكنولوجيا،
وبشكل أضيق على التفاؤل المفرط حول الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن “التزامات الإنفاق التي تجاوزت تريليون دولار من شركة OpenAI خلال الأشهر الأخيرة كانت المحرك الأكبر وراء
الارتفاعات السابقة في الأسهم،” محذرًا من أن تراجع الزخم في هذا المجال قد يفاقم خسائر السوق.
تعريفات تهدد النظام التجاري
وأشار كريسافولي إلى أن التعريفات الجمركية أصبحت عبئًا هيكليًا يتجاوز الصين، لافتًا إلى قضية معلقة أمام المحكمة
العليا الأمريكية بشأن تعريفات قانون IEEPA، والتي قد تُحدث اضطرابًا واسعًا في النظام التجاري العالمي.
ورغم توقعات السوق بإلغاء هذه التعريفات، حذر من أن ترامب قد يستخدم أدوات قانونية بديلة للإبقاء عليها قائمة،
ما يعني استمرار حالة عدم اليقين حتى عام 2026.
وأضاف أن أي تراجع في إيرادات التعريفات قد يؤدي إلى ضغط على تمويل الخزانة الأمريكية وارتفاع عوائد السندات،
مما يعقّد المشهد المالي والاقتصادي بشكل أكبر.
