تصاعد جديد في الحرب التجارية.. الصين تدافع عن قيود المعادن النادرة وترامب يرد بتعريفات ضخمة
دافعت الصين اليوم الأحد عن ضوابطها التجارية الجديدة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، مؤكدة أنها إجراء مشروع ومتوافق مع القانون الدولي،
وذلك في مواجهة اتهامات الولايات المتحدة بالإكراه الاقتصادي بعد إعلان واشنطن عن تعريفات جمركية انتقامية واسعة وقيود إضافية على التصدير.
وقالت وزارة التجارة الصينية إن هذه الضوابط، التي تم إصدارها في 9 أكتوبر، تأتي في إطار تعزيز نظام مراقبة الصادرات الوطني وتهدف إلى حماية السلام
العالمي والاستقرار الإقليمي وسط بيئة أمنية عالمية متقلبة.
ضوابط جديدة صارمة على صادرات المعادن النادرة
تشترط القواعد الصينية الجديدة على الكيانات الأجنبية الحصول على ترخيص رسمي لتصدير أي منتجات تحتوي على أكثر من 0.1% من المعادن الأرضية
النادرة ذات المنشأ الصيني، أو التي تُنتَج باستخدام تكنولوجيا الاستخراج أو التكرير أو تصنيع المغناطيس الصيني.
وسيتم رفض أي طلبات تصدير للسلع التي يمكن استخدامها في الأغراض العسكرية أو صناعة الأسلحة، مثل مكونات طائرات F-35، بحسب ما أوضح
البيان الرسمي.
وأشارت الغرفة التجارية الأوروبية في الصين إلى أن طلبات التراخيص تراكمت بشكل كبير منذ دخول اللوائح حيز التنفيذ، معتبرة أن القيود الجديدة تزيد
تعقيد سلاسل التوريد العالمية للمعادن الحيوية، التي تُعد ضرورية لصناعات التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة.

رد واشنطن.. تعريفات 100% وتصعيد في لهجة ترامب
في المقابل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 10 أكتوبر عن فرض تعريفات جديدة بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية اعتبارًا من 1 نوفمبر،
بالإضافة إلى ضوابط على تصدير البرمجيات الحيوية.
وكتب ترامب على منصة Truth Social أن “لا يوجد سبب للسماح للصين باحتجاز العالم رهينة عبر سياساتها في المعادن النادرة”، ما تسبب في موجة
ذعر في الأسواق أدت إلى خسارة أكثر من تريليوني دولار من القيمة السوقية للأسهم العالمية في يوم واحد.
وردت وزارة التجارة الصينية باتهام واشنطن بـ “المعايير المزدوجة”، تصاعد جديد في الحرب التجارية مشيرة إلى أن القائمة الأمريكية للسلع الخاضعة
للسيطرة تشمل أكثر من 3000 منتج، مقابل أقل من 1000 في القائمة الصينية.
وتُعد الصين المصدر الأكبر عالميًا للمعادن الأرضية النادرة، حيث تستحوذ على نحو 70% من الإمدادات العالمية، وغالبًا ما استخدمتها كورقة ضغط
في المفاوضات التجارية.

إجراءات متبادلة تهدد اللقاء المرتقب بين ترامب وشي
وفي خطوة اعتُبرت تصعيدًا إضافيًا، تصاعد جديد أعلنت بكين أنها ستبدأ اعتبارًا من 14 أكتوبر فرض رسوم على السفن الأمريكية الراسية في الموانئ الصينية،
في رد مماثل على الرسوم الأمريكية الجديدة المفروضة على السفن الصينية.
وأكدت وزارة التجارة الصينية أن هذا الإجراء “دفاعي وضروري”، مضيفة أن تصاعد جديد في الحرب التجارية الخطوات الأمريكية الأخيرة قوّضت بشدة أجواء
المحادثات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
مفاوضات متعثّرة رغم محاولات التهدئة
وكان كبار المسؤولين من الجانبين تصاعد جديد قد عقدوا سلسلة من الاجتماعات خلال العام الجاري في جنيف ولندن، نتج عنها إطار مبدئي للتفاهم التجاري،
أعقبه لقاء ثالث شهد “تقدمًا محدودًا” بحسب وصف الجانبين.
إلا أن التصعيد الأخير يهدد بإجهاض اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جين بينغ،تصاعد جديد في الحرب التجارية ويعيد أجواء التوتر إلى مستويات غير مسبوقة
منذ اندلاع الحرب التجارية بين واشنطن وبكين قبل سنوات.
