الليرة التركية تهبط إلى قاع جديد وسط مخاوف التضخم وتلميحات بتغيير نهج السياسة النقدية
واصلت الليرة التركية تراجعها لتسجل مستوى قياسيًا جديدًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، في ظل تزايد الضغوط التضخمية وتلميحات صادرة عن
البنك المركزي التركي تشير إلى التريّث في خفض أسعار الفائدة بعد فترة من التيسير النقدي المتواصل.

تحول في لهجة البنك المركزي
جاءت هذه التطورات بعدما عبّر مسؤولو البنك المركزي التركي، خلال اجتماعات مغلقة مع مستثمرين أجانب الأسبوع الماضي،
عن قلق متزايد بشأن تسارع التضخم، مؤكدين استعدادهم لإبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز
عن أربعة من المشاركين في تلك الاجتماعات.
ويرى محللون أن هذه الإشارات تمثل تحولًا نسبيًا في نهج السياسة النقدية، إذ تعكس رغبة المؤسسة في الموازنة بين دعم
النمو الاقتصادي والسيطرة على الأسعار، بعد أن أدى ضعف العملة وتزايد تكاليف الواردات إلى تعميق الضغوط المعيشية في البلاد.

خلفية المشهد الاقتصادي
يأتي هذا الهبوط في وقت تواجه فيه تركيا أحد أعلى معدلات التضخم بين الاقتصادات الناشئة، فيما تواصل الليرة تسجيل خسائر متتالية،
وسط تراجع الثقة في السياسة النقدية وخروج تدريجي لرؤوس الأموال الأجنبية.
ويترقب المستثمرون الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية لمعرفة ما إذا كان البنك سيثبّت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية الليرة التركية
أو يعلن عن تعديل في وتيرة خفض الفائدة بما يتناسب مع تطورات الأسعار والأسواق.
