الفيدرالي الأمريكي يواصل اجتماع السياسة النقدية وسط غياب البيانات الرسمية وتحديات التضخم

بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي اجتماع السياسة النقدية يوم الثلاثاء، بينما يقترب الإغلاق الحكومي 

من شهر كامل، مما ترك صانعي السياسات دون معظم البيانات الرسمية اللازمة لاتخاذ قرارات بشأن أسعار 

الفائدة. ورغم هذا النقص شبه الكامل في المؤشرات الاقتصادية، من المتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض سعر

 الفائدة الأساسي بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو الثاني له هذا العام، مع اختتام الاجتماع يوم الأربعاء.

وأوضحت الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، إستير جورج، أن غياب بيانات سوق العمل

 الرسمية سيدفع المسؤولين للاعتماد على مصادر بديلة للمعلومات، مشيرة إلى أن هذه المصادر لا تتعارض مع الأسباب

 التي استند إليها المجلس لاتخاذ قرار الخفض.الفيدرالي الأمريكي

 غياب البيانات الرسمية ومؤشرات سوق العمل

لم يتمكن مسؤولو الفيدرالي من الحصول على بيانات الوظائف لشهر سبتمبر، وهي من أهم التقارير التي يعتمد عليها في

 رسم السياسة النقدية، بسبب الإغلاق الحكومي المستمر منذ الأول من أكتوبر.الفيدرالي الأمريكي

وفي المقابل، أظهرت البيانات الصادرة عن القطاع الخاص ومسوح ميدانية تدهورًا في سوق العمل. فقد أبلغت شركة

  إيه دي بي عن تراجع التوظيف في القطاع الخاص بمقدار 32 ألف وظيفة في سبتمبر، فيما أظهر التقرير الشهري للـ بيج بوك،

 الذي يجمع شهادات ميدانية من مختلف الولايات، صورة أكثر ضعفًا لسوق العمل.

وأوضح كبير الاقتصاديين في مؤسسة ويلمنغتون ترست، لوك تيلي، أن متوسط البيانات الصادرة عن شركتي إيه دي بي وريفليو 

لابز أظهر أن نمو الوظائف لم يتجاوز 13 ألف وظيفة خلال شهر سبتمبر.

 انحسار الطلب على العمالة ومخاطر الركود

كشف تيلي أن بيانات مكتب إحصاءات العمل للفترة من مايو إلى أغسطس، قبل تعليق تقرير سبتمبر، أظهرت أن إجمالي نمو الوظائف

 في القطاع الخاص بلغ 157 ألف وظيفة فقط، منها 249 ألفًا في قطاع الرعاية الصحية، بينما فقدت القطاعات الأخرى مجتمعة 92 ألف

 وظيفة.

وأشار إلى أن تباطؤ سوق العمل لا يعود بالضرورة إلى قيود الهجرة التي حدت من عرض العمالة، بل إلى تراجع الطلب على العمالة نفسه، 

متوقعًا استمرار هذا الضعف دون عودة قوية للتوظيف. وأضاف أن سوق العمل عادة ما يكون مؤشرًا متأخرًا، ما يعني أن استمرار التراجع 

قد يعكس بداية تباطؤ أوسع في الاقتصاد.الفيدرالي الأمريكي

 

 التضخم يهدأ قليلاً لكن القلق مستمر

البيان الاقتصادي الوحيد المتاح للفيدرالي كان مؤشر أسعار المستهلكين، الذي أظهر تباطؤًا طفيفًا في التضخم خلال سبتمبر. على أساس 

سنوي، ارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني الغذاء والطاقة، بنسبة 3% مقارنة بـ3.1% في الشهر السابق، بينما زاد شهريًا بنسبة 0.2%

 بعد ارتفاعين متتاليين بمقدار 0.3%.

ورغم الإغلاق الحكومي، نشر مكتب إحصاءات العمل بيانات التضخم في 24 أكتوبر، استجابة لالتزام قانوني لحساب زيادات معاشات الضمان 

الاجتماعي قبل الأول من نوفمبر.

وقال باتريك هاركر، الرئيس السابق لبنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، إن الوضع الحالي يشبه الركود التضخمي، وإن لم يصل بعد إلى

 مستوى أزمة السبعينيات، مشيرًا إلى ضعف تدريجي في سوق العمل بينما تبقى الأسعار مرتفعة.الفيدرالي الأمريكي

 الضغوط التضخمية وحيرة الفيدرالي

يرى هاركر أن التضخم لن ينخفض قريبًا، خاصة مع تسرب آثار الرسوم الجمركية ورفع التجار للأسعار بعد فترة من التردد. ومع ذلك، يتفق

 مع التوقعات السائدة بأن الفيدرالي سيخفض الفائدة هذا الأسبوع بمقدار 25 نقطة أساس.الفيدرالي الأمريكي

أما ويل ستيث، مدير محافظ السندات في ويلمنغتون ترست، فيعتقد أن الفيدرالي سيتعامل بحذر مع بيانات التضخم، مشيرًا إلى أن الأرقام 

الجديدة تتماشى مع نهج الاجتماع السابق، الذي ركز على دعم سوق العمل أكثر من مكافحة ارتفاع الأسعار المؤقت الناتج عن الرسوم الجمركية.

وأكدت إستير جورج على ضرورة إعادة تقييم البيانات باستمرار، مشيرة إلى أن استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف رغم انخفاض البطالة 

سيجبر البنك في النهاية على اتخاذ قرارات مختلفة.

 قلق من خسائر القروض ومؤشرات الخطر المالي

تشير جورج إلى أن الفيدرالي بالغ في الثقة بأن تأثير الرسوم الجمركية سيكون مؤقتًا، وأن بعض مكونات التضخم كانت موجودة قبل فرض

 الرسوم. وفي الوقت نفسه، يواجه الفيدرالي تحديات تتعلق بارتفاع خسائر القروض لدى البنوك الإقليمية والكبيرة، مثل التعثر في قروض

 السيارات عالية المخاطر، والتي أثارت القلق بشأن معايير الإقراض.الفيدرالي الأمريكي

فقد أعلنت زينز بانكورب عن خسائر بقيمة 50 مليون دولار في قرضين صناعيين في كاليفورنيا، بينما ارتبط انهيار شركتي فيرست براندز و

تريكولور باتهامات احتيال أثرت على عدة بنوك من بينها جي بي مورغان تشيس. ويعتقد تيلي أن هذه التطورات لا تشكل أزمة مالية، لكنها

 تعكس تباطؤًا حقيقيًا في النشاط الاقتصادي.

 قرارات الفيدرالي القادمة واحتمالات خفض إضافي

أشار هاركر إلى أن حالات التعثر الائتماني تمثل إنذارًا مبكرًا، خصوصًا أن المقترضين من ذوي الدخل المنخفض هم الأكثر تضررًا من التضخم. 

وأوضح أن هذه الظاهرة عادة ما تظهر في المراحل المتأخرة من الدورة الاقتصادية.الفيدرالي الأمريكي

قبل أسبوعين، لمح رئيس الفيدرالي جيروم باول إلى إمكانية خفض جديد للفائدة، مع التأكيد على أن القرارات ستُتخذ اجتماعًا تلو الآخر. ورغم 

توقعات الأعضاء بخفضين إضافيين هذا العام، حذر باول من أن هذه التوقعات قد تتغير مع ورود بيانات جديدة. ويرى ويل ستيث أن خفض 

ديسمبر ليس مضمونًا، بينما يعتقد هاركر أن خفضًا واحدًا إضافيًا سيكون كافيًا لعام 2025.

وتشير جورج إلى أنه ما لم يحدث تحول جذري في البيانات، سيواصل الفيدرالي نهجه الحالي حتى اجتماع ديسمبر، مؤكدة أن الأسباب التي دفعتهم 

للخفض لا تزال قائمة في ظل غياب أي تغييرات كبيرة في الاقتصاد خلال الأسابيع المقبلة.الفيدرالي الأمريكي

لديك أفضل الشركات المرخصة لتداول وإستغلال فرص الأسواق :

نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات

تداول متطورة وأدوات تحليل  فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة،

مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول