العملات المستقرة في كوريا الجنوبية بين تسارع التبني ومخاوف المخاطر النظامية
تتصاعد في سيول وتيرة النقاشات السياسية والمالية حول العملات المستقرة، مع دفع المشرعين والشركات نحو تسريع اعتمادها،
وسط تزايد التوقعات عقب تنصيب الرئيس الجديد في يونيو وتعيين أحد أبرز خبراء البلوكتشين في موقع مسؤولية السياسات.

حراك تشريعي واهتمام متزايد
أفاد محللو يو بي إس بأن الزخم يتنامى مع تقديم الحزب الحاكم مشاريع قوانين لإنشاء إطار قانوني للأصول الرقمية،
بما في ذلك العملات المستقرة المرتبطة بالوون الكوري. ويؤكد المؤيدون أن كوريا لا يمكنها أن تتخلف عن مراكز مالية
كبرى مثل هونغ كونغ وسنغافورة التي تمضي قدماً في تطوير أنظمتها الخاصة. ويحذر هؤلاء من أن تداول العملات المستقرة
الأجنبية داخل كوريا قد يقوض دور الوون إذا تُرك دون تنظيم.
تحذيرات من بنك كوريا
في المقابل، حذر بنك كوريا من مخاطر متعددة تشمل هروب المستثمرين، والفشل التشغيلي، واحتمال هروب رؤوس الأموال،
بما قد يضعف قدرة البنك على التحكم في السياسة النقدية.
مبادرات خاصة وعامة تتوسع
رغم التحذيرات الرسمية، تتسارع المبادرات من القطاعين العام والخاص. فقد تعاونت شركة دوناموم، مشغل بورصة “أبيت”،
مع نيفر فايننشال لإصدار عملة مستقرة، فيما سجلت كاكاو باي وكاكاو بنك علامات تجارية لعملاتهما الخاصة. كما انضمت ثمانية
بنوك تقليدية، بينها مجموعة كي بي المالية ومجموعة شينهان المالية، لإطلاق رمز مرتبط بالوون، مع تعليق مشروع البنك المركزي بشأن الودائع المرمزة.

آفاق النمو والأرباح المحتملة
تتوقع يو بي إس أن تكون المدفوعات أول القطاعات التي ستخترقها العملات المستقرة، نظرًا لانخفاض الرسوم وسرعة التسوية مقارنة بالبطاقات.
وتشير تقديرات السيناريو الأساسي إلى إمكانية وصول حجم التداول إلى 80 تريليون وون بحلول 2030، أي ما يعادل 5% من المدفوعات غير النقدية.
في السيناريو المتفائل قد يصل التداول إلى 128 تريليون وون إذا شارك المصدرون دخل الفائدة مع المستخدمين، بينما يقتصر السيناريو المتشائم
على 8 تريليونات وون فقط إذا هيمنت البنوك وظلت الحوافز ضعيفة. كما قد يتراوح دخل الاحتياطي للمصدرين بين 1 و2 تريليون وون بحلول 2030، بحسب أسعار الفائدة.
دور السياسات الحكومية والتكنولوجيا المالية
يشير التاريخ إلى أن السياسة الحكومية يمكن أن تسرع التبني؛ فقد ساعدت الإعفاءات الضريبية سابقًا على انتشار بطاقات الائتمان والخصم،
ويرى محللو يو بي إس أن تدابير مماثلة للإنفاق بالعملات المستقرة قد تشجع الاستخدام.
ويقول المحلل جيل كيم إن تكاليف المعاملات مرشحة لأن تكون أقل من البطاقات التقليدية، ما يمكّن التجار من تلقي المدفوعات بشكل أسرع.
تفوق محتمل لشركات التكنولوجيا المالية
إذا سمحت اللوائح لشركات التكنولوجيا المالية بإصدار الرموز، فقد تتفوق على البنوك التقليدية، إذ تسيطر شركات مثل كاكاو باي ونيفر باي
بالفعل على حصة كبيرة من المدفوعات الرقمية وتمتلك شبكات توزيع قوية. ويرى كيم أن اللاعبين الأكثر تنافسية هم من يملكون نظامًا
بيئيًا متكاملًا من البلوكتشين والحفظ إلى المحافظ والمدفوعات، مشيرًا إلى أن كاكاو من أقرب النماذج الجاهزة لهذا التكامل.
موازنة بين الابتكار والمخاطر
يتوقع المحللون أن تهيمن قلة من اللاعبين الكبار على السوق، بما يعكس اتجاهات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي،
مستفيدين من تأثيرات الشبكة ومتطلبات الامتثال التي تحد من المنافسة.
وفي المحصلة، بينما يمكن للعملات المستقرة أن تعيد تشكيل نظام الدفع الكوري، يبقى الحسم النهائي مرهونًا بكيفية معالجة
البرلمان للتوازن الدقيق بين الابتكار المالي والمخاطر النظامية، في وقت تتصاعد فيه التوقعات مع بقاء النتيجة النهائية غير محسومة.
