الذهب يرتفع هامشيًا مع تراجع الدولار وتحسّن شهية المخاطرة
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، بعد أن غيّر اتجاهه التصحيحي وصعد من أدنى مستوياته في أكثر من شهر،
مدعومًا بتراجع قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية. ورغم هذا التحسن المحدود في الأداء، لا تزال الأسواق تشهد تراجعًا ملحوظًا في
الطلب على الذهب كأصل ملاذ آمن، في ظل تحسن شهية المخاطرة بين المستثمرين وانحسار المخاوف الجيوسياسية والتجارية في عدد
من المناطق الرئيسية حول العالم.
تحركات الذهب الأخيرة: دعم فني أم تغيير في الاتجاه؟
بعد سلسلة من الانخفاضات التي أوصلت الذذهب إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من أربعة أسابيع،
عاد الذهب اليوم ليسجّل ارتفاعًا طفيفًا مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي، الذي لا يزال يواجه ضغوطًا
بسبب تصاعد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي.
إلى جانب ذلك، شكّلت بعض المستويات الفنية عوامل دعم رئيسية، دفعت الذهب إلى الارتداد الصعودي،
إلا أن هذا التحرك لا يُعد حتى اللحظة تأكيدًا على بداية موجة صعود جديدة، بل قد يكون ضمن إطار تحركات
تصحيحية مؤقتة في ظل بقاء الضغوط الأساسية قائمة.
انحسار التوترات… هل أضعف الذهب؟
لعبت التهدئة النسبية في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك تراجع التوترات الجيوسياسية
في منطقة الشرق الأوسط، دورًا رئيسيًا في تقليص الطلب على الذذهب، باعتباره أحد الأصول التقليدية التي يلجأ
إليها المستثمرون خلال فترات عدم اليقين.
ومع تراجع تلك التهديدات في الوقت الراهن، وجّه المستثمرون اهتمامهم مجددًا نحو الأصول ذات العائد، مثل
الأسهم، خاصة مع صدور بيانات اقتصادية إيجابية في عدد من الاقتصادات الكبرى، مما ساهم في تعزيز شهية
المخاطرة والابتعاد عن الأصول الدفاعية كالمعادن الثمينة.
الدولار تحت الضغط يدعم الذهب مؤقتًا
ساهم تراجع مؤشر الدولار الأمريكي في دعم أسعار الذذهب خلال الجلسات الأخيرة. ويأتي هذا التراجع نتيجة ارتفاع التوقعات
بأن يُقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة، إلى جانب مخاوف متصاعدة بشأن الدين العام
الأمريكي ومشروع قانون لخفض الضرائب والإنفاق يجري دراسته في مجلس الشيوخ.
لكن بالرغم من تأثير هذا العامل، فإن الذذهب لم يشهد صعودًا قويًا، ما يعكس ضعف الثقة من قبل الأسواق في قدرة المعدن
الأصفر على استعادة زخمه الصعودي في الوقت الحالي.
هل تراجع الذهب عن كونه ملاذًا آمنًا؟
لطالما اعتُبر الذذهب أحد أهم الأصول التي يُقبل عليها المستثمرون عند تصاعد الأزمات، إلا أن أداءه في الأشهر الأخيرة يثير تساؤلات
جدية حول استمرار هذه الوظيفة التقليدية. ففي ظل التطور الكبير في أدوات التحوط والسيولة العالية التي توفرها بعض المنتجات
المالية الحديثة، بدأت بعض فئات المستثمرين، خصوصًا المؤسسات، تنوّع استراتيجياتها بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الذهب.
ومع ارتفاع الفائدة وعودة الأسهم العالمية إلى مسار الصعود، بات الذذهب يفقد تدريجيًا بعضًا من بريقه كأصل استثماري أول في أوقات الأزمات.

أهمية التحليل الفني والأساسي في المرحلة المقبلة
في ظل هذه المتغيرات المتسارعة، أصبح من الضروري على المتداولين والمستثمرين اعتماد تحليلات دقيقة—سواء فنية أو أساسية—
لفهم اتجاهات الذهب والتفاعل معها بشكل فعّال. وتتطلب المرحلة المقبلة مراقبة دقيقة للبيانات الاقتصادية الأمريكية، خاصة تقارير
التضخم، وأسعار الفائدة، إضافة إلى رصد أي تطورات جيوسياسية قد تعيد إحياء الطلب على الذهب كملاذ آمن.
الخلاصة
رغم التحسن الطفيف في أسعار الذذهب خلال جلسة اليوم، فإن الاتجاه العام لا يزال يفتقر إلى الزخم القوي،
في ظل غياب محفزات واضحة للشراء، واستمرار تحسن شهية المخاطرة عالميًا. وإذا استمر الدولار في التراجع،
فقد يمنح ذلك الذهب فرصة لمزيد من التعافي المؤقت، لكنّ الاتجاه
الصاعد المستدام سيحتاج إلى عوامل دعم أقوى، سواء من الفيدرالي أو من عودة التوترات العالمية إلى الواجهة.
ما هي أفضل المنصات للاستثمار في الأسواق العالمية
أفضل المنصات للاستثمار في الأسواق العالمية بكل تأكيد هي التي تحمل تراخيصاً رقابية صادرة عن هيئات تنظيمية من الفئة
الأولى، التي تقدم لعملائها تسهيلات وامتيازات حقيقية وتوفر لهم الدعم المطلوب من جل تجربة تداول سهلة وآمنة وأكثر فاعلية.
وإليك أفضل هذه المنصات.