ارتفاع البطالة في بريطانيا ينعش آمال خفض الفائدة… وتأثيرات محتملة على الدولار والأسواق الأمريكية
شهدت الأسواق العالمية صباح الثلاثاء تفاعلاً ملحوظًا مع البيانات الاقتصادية الواردة من المملكة المتحدة،
والتي أظهرت ارتفاع معدل البطالة إلى 5.0% خلال الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر، متجاوزًا التوقعات السابقة
البالغة 4.8%. وقد ترافق ذلك مع تباطؤ نمو الأجور إلى 4.6%، في إشارة إلى أن ضغوط سوق العمل بدأت بالانحسار،
ما قد يفتح المجال أمام بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه المقبل في ديسمبر.
انعكاسات البيانات البريطانية على السياسة النقدية
يشير هذا التحول في مؤشرات سوق العمل البريطانية إلى أن التضخم في طريقه إلى التراجع التدريجي، إذ بلغ معدل التضخم
السنوي في سبتمبر 3.8%، أي ما يقارب ضعف هدف البنك المركزي البالغ 2%. ومع ذلك، فإن الانخفاض المستمر في نمو الأجور
يمنح صناع السياسة النقدية في بنك إنجلترا مرونة أكبر في اتخاذ خطوة نحو التيسير النقدي قريبًا، خصوصًا في ظل تباطؤ الإنفاق
وضعف نوايا التوظيف، كما أظهر استطلاع المعهد المعتمد للأفراد والتنمية الذي توقع زيادة محدودة في الأجور بنسبة 3% خلال
العام المقبل.ارتفاع البطالة
وبالفعل، اتخذ البنك المركزي البريطاني في اجتماعه الأخير موقفًا أكثر ميلًا إلى التيسير، حيث صوت أربعة من أصل تسعة أعضاء لصالح
خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.75%. ويشير محللو ING إلى أن الأسواق تقلل من احتمالية خفض الفائدة في ديسمبر، والتي
تُقدّر حاليًا بنحو 60% فقط، بينما يرى البنك أن تلك الاحتمالات أعلى من الواقع الحالي للسوق.
التأثير على الدولار الأمريكي والأسواق الأمريكية
رغم أن البيانات بريطانية الطابع، إلا أن انعكاساتها تمتد عالميًا. فالأسواق الأمريكية تراقب عن كثب أي إشارات لتراجع التضخم العالمي أو تحول
البنوك المركزية الكبرى نحو خفض الفائدة، إذ يعزز ذلك التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يسير في الاتجاه ذاته خلال العام المقبل.
ومن هذا المنطلق، فإن إشارات التباطؤ في سوق العمل البريطاني قد تؤدي إلى تراجع عوائد السندات العالمية، مما يدعم أسهم التكنولوجيا الأمريكية
التي تستفيد عادة من بيئة الفائدة المنخفضة.ارتفاع البطالة
وفي الوقت ذاته، قد يتعرض الدولار الأمريكي لبعض الضغوط المؤقتة، إذ ينظر المستثمرون إلى تحول السياسة البريطانية نحو التيسير باعتباره بداية
مرحلة عالمية من تخفيف القيود النقدية، مما قد يحد من التفوق النسبي للعائد على الدولار مقارنةً بنظرائه.
الشركات الأمريكية الأكثر تأثرًا
-
الشركات متعددة الجنسيات قد تستفيد من ضعف الجنيه الإسترليني المحتمل، إذ يُحسّن ذلك القدرة التنافسية لصادراتها في الأسواق البريطانية.
-
القطاع المالي الأمريكي، خصوصًا البنوك الكبرى، قد يواجه تقلبات في عوائد السندات مع تزايد التوقعات بخفض الفائدة عالميًا.ارتفاع البطالة
-
أما شركات التكنولوجيا والنمو مثل “مايكروسوفت” و“أمازون”، فقد تشهد تعافيًا إضافيًا في قيمتها السوقية إذا اتسعت موجة خفض الفائدة لتشمل
الاقتصادات الكبرى، وهو ما يقلل من كلفة التمويل ويزيد من جاذبية أسهمها.ارتفاع البطالة

خلاصة تحليلية
يمكن القول إن ارتفاع البطالة في بريطانيا يمثل مؤشرًا جديدًا على تباطؤ الاقتصاد العالمي، ويدعم الاتجاه العام نحو تخفيف السياسات النقدية في 2026.
هذا التطور يعزز شهية المخاطرة في الأسواق الأمريكية على المدى القصير، لكنه في الوقت نفسه يعكس هشاشة اقتصادية قد تفرض تحديات على الشركات
الصناعية والمالية الكبرى إذا تباطأ الطلب العالمي.ارتفاع البطالة
بعبارة أخرى، فإن بيانات بريطانيا لا تؤثر في لندن فقط، بل ترسم ملامح موجة نقدية جديدة تتفاعل معها وول ستريت والدولار الأمريكي عن كثب، في وقت بدأت
فيه الأسواق تستعد لمرحلة ما بعد التشديد النقدي الطويل.

لديك أفضل الشركات المرخصة لتداول وإستغلال فرص الأسواق :
نستعرض فيما يلي نخبة من أفضل شركات التداول المرخصة من هيئات تنظيمية من الفئة، والتي توفر منصات
تداول متطورة وأدوات تحليل فعالة للارتقاء بتجربة عملائها، وكل هذا مقابل رسوم وعمولات تنافسية ومنخفضة بدرجة كبيرة،
مما يجعلها بكل تأكيد الاختيار المثالي لدخول عالم التداول
