اتفاق هدنة بين إسرائيل وحماس برعاية ترامب يثير آمال السلام وسط حذر دولي واسع
أعلنت كلٌّ من إسرائيل وحركة حماس توصلهما إلى اتفاق طال انتظاره لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى،
في المرحلة الأولى من خطة وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، والتي أسفرت حتى
الآن عن أكثر من 67 ألف قتيل.
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات مكثفة في القاهرة، وبعد يوم واحد فقط من الذكرى الثانية لهجوم حماس عبر الحدود في أكتوبر 2023،
والذي فجّر الهجوم الإسرائيلي الواسع على القطاع.
ويُعدّ الاتفاق الجديد أول خطوة من إطار مكوّن من 20 بندًا اقترحه تترامب لتحقيق سلام دائم في غزة.
وإذا تم تنفيذ الاتفاق بالكامل، فسيُعتبر أقرب محاولة إسرائيل ناجحة لإنهاء الحرب التي تحولت إلى صراع إقليمي امتد ليشمل إيران واليمن ولبنان،
وأدى إلى تعميق عزلة إسسرائيل على الساحة الدولية.

فرحة حذرة في غزة وتل أبيب
أشعل إعلان الهدنة موجة من الفرح https://infinityecn.com/الحذر في كلٍّ من اسرائيل وغزة، حيث أطلق ذوو الأسرى الإسرائيليين الألعاب النارية،
بينما احتفل الفلسطينيون في الشوارع على أمل أن يكون الاتفاق بداية نهاية سفك الدماء المستمر منذ عامين.
غير أن البيان الذي أعلنه تتررامب في وقت متأخر من مساء الأربعاء خلا إسرائيل من التفاصيل الدقيقة، ما أثار تساؤلات حول إمكانية صمود الاتفاق
في وجه التعقيدات الميدانية والسياسية التي أفشلت مبادرات سابقة.
وقال تترامب عبر منصته تروث سوشيال:
“أنا فخور جدًا بالإعلان عن أن إسسرائيل وحماس وافقتا إسسرائيل على المرحلة الأولى من خطة السلام. هذا يعني أن جميع الرهائن سيتم إطلاق
سراحهم قريبًا جدًا، وأن إسسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي ودائم.”
ويرى مراقبون أن نجاح تنفيذ الاتفاق سيكون إنجازًا دبلوماسيًا كبيرًا ل ترااامب، الذي جعل من إحلال السلام في مناطق الصراع محورًا رئيسيًا في حملته الانتخابية،
رغم فشله حتى الآن في حل أزمات كبرى مثل الحرب الروسية الأوكرانية.

تأكيد من حماس وغموض في التفاصيل الميدانية
أكدت حركة حماس ترامب توصلها إلى الاتفاق، مشيرة إلى أنه يتضمن انسحابًا إسسرائيليًا من القطاع وتبادلًا للأسرى والمحتجزين.
وقالت الحركة في بيان رسمي:
“نؤكد أن تضحيات شعبنا لن تذهب سدى، وسنظل أوفياء لعهدنا حتى تتحقق الحرية والاستقلال وحق تقرير المصير.”
ووفقًا لبيانات سلطات غزة، فقد أسفرت الحرب منذ عام 2023 عن استشهاد أكثر من 67 ألف شخص، وتدمير واسع للبنية التحتية في القطاع.
كما تشير التقديرات إلى أن 20 من أصل 48 أسيرًا إسرائيليًا ما زالوا على قيد الحياة، في حين يُعتقد أن 28 أسيرًا قد لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر في حماس أن الرهائن الأحياء سيُفرج عنهم خلال 72 ساعة من تصديق الحكومة الإسسرائيلية على الاتفاق،
بينما ستستغرق استعادة جثامين القتلى وقتًا أطول بسبب الدمار الكبير.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، صرّح ترااامب بأن عملية إطلاق سراح الرهائن قد تبدأ يوم الاثنين المقبل.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بالاتفاق، مؤكدًا ضرورة السماح الفوري
بدخول المساعدات الإنسانية والسلع الأساسية إلى غزة دون قيود.
خطة ترااامب تواجه انقسامًا في المواقف
تتضمن المرحلة الثانية من خطة ترااامب إنشاء هيئة دولية لإدارة غزة بعد الحرب، بقيادته الشخصية وبمشاركة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وتقول الدول العربية الداعمة للمبادرة إن الخطة يجب أن تنتهي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء الإسسرائيلي بنيامين نتنياهو بشدة.
وفي المقابل، أعلنت حماس أنها لن تتخلى عن إدارة غزة إلا لحكومة فلسطينية تكنوقراطية تعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية وبدعم
من دول عربية وإسلامية، رافضة أي دور لتوني بلير أو لأي إدارة أجنبية في القطاع.
حتى الآن، لا تزال الجهة التي ستدير غزة بعد الحرب غير واضحة، وسط استمرار الخلافات بين إسسرائيل، وتراامب، والدول الغربية والعربية حول مستقبل الحكم في القطاع.
وفي الوقت ذاته، تتزايد الانتقادات الدولية ضد إسسرائيل، إذ اعتبر خبراء حقوق الإنسان ولجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة أن ما يحدث في غزة قد يرقى إلى جريمة إبادة جماعية.
