مفهوم عقود الأوبشن وكيفية عملها؟
عقود الأوبشن أو الخيارات الثنائية هي نوع من أنواع التداول الذي يكون أشبه بالمقامرة، حيث يقوم المتداولين بدخول صفقة تداول ما بمبلغ محدد مسبقاً بناءً على توقعاتهم حول سعر الأصل المالي المتداول خلال مدة من الزمن. فإذا نجحت توقعاتهم يحصلون على الأرباح، وإذا لم تنجح يخسرون المال الذي وضعوه كرهان على توقعاتهم بالكامل, لا يعتمد هذا النوع من التداول على أي نوع من التحليل الذي يستخدم عادة في صفقات التداول، كالتحليل الفني أو الأساسي، إنما يعتمد بشكل أساسي على رهان المتداولين، مما يجعله قريب لدرجة كبيرة من أنشطة القمار. كما لا تخضع معظم منصات عقود الخيارات للرقابة والتنظيم من الهيئات الرقابية الدولية المسؤولة عن الإشراف على منصات التداول وتنظيم عملياتها المالية.
الأمر الذي يعرض المتداولين لمخاطر كبيرة، تبدأ من حجم المخاطر المرتبطة بآلية عمل هذه الصفقات والتي تعرض المتداولين لخسائر هائلة، إلى جانب مخاطر التعرض للاحتيال من قبل منصات التداول هذه لكونها لا تكون مرخصة في معظم الأحيان وقد تقوم بالتلاعب في أسعار وصفقات التداول لصالحها لأنها تستفيد من خسارة المتداولين.

هل عقود الخيارات مرخصة في السعودية؟
لا يخضع تداول عقود الأوبشن الخيارات في السعودية لنفس القوانين المرتبطة بالتداول بشكل عام. إذ لا يوجد في السعودية جهات رقابية أو قوانين تسمح بالتداول، ولا يوجد في المقابل قوانين تمنعه. وبالتالي، يتمكن المتداولين من التداول عن طريق الشركات والمنصات المنظمة بموجب تراخيص الهيئات الرقابية العالمية.
وهذا لا يعني أن الشركات غير المرخصة لا يمكنها أن تعمل أو تستهدف المتداولين في السعودية، وهنا تقع مسؤولية التحقق من شركة التداول ومصداقيتها على عاتق المتداول. أما بالنسبة لتداول عقود الخيارات في السعودية بشكل خاص، فهناك مجموعة من منصات تداول الخيارات الثنائية التي توفر خدماتها في السعودية. هذه المنصات قد تكون كغيرها من منصات تداول الأوبشن الغير شرعية، والتي تقوم بالاحتيال على المتداولين.
تجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من التداول لا يلبي متطلبات التداول الإسلامي وفق مبادئ الشريعة لمجموعة من الأسباب سنتحدث عنها لاحقاً، وهي من الأمور التي تجعل نشاط عقود الخيارات في السعودية أقل من غيرها من البلدان بسبب عدم جوازها شرعاً. مما يعني أن تداول عقود الخيارات في السعودية غير مرخص، لكنه غير ممنوع في الوقت ذاته، كما أن تداول الأوبشن غير آمن وغير شرعي أيضاً.

لماذا تعتبر عقود الأوبشن عالية المخاطر؟
تلعب العوامل التالية دوراً في زيادة حجم المخاطر المرتبطة بعقود الأوبشن الخيارات الثنائية:
- غياب الرقابة والتنظيم من الجهات المالية:
لا تخضع معظم منصات تداول عقود الخيارات للرقابة والتنظيم من الجهات المالية المسؤولة عن تنظيم الأسواق المالية العالمية، مما يعني أن هذه المنصات تعمل بشكل غير قانوني. كما أن تداول الخيارات الثنائية محظور في عدد من البلدان التي تضع قيود صارمة على التداول لحماية المتداولين، كالولايات المتحدة وكندا وأستراليا. وذلك لما ترتبط به الخيارات الثنائية من مخاطر عالية بسبب طبيعتها التي تشبه المقامرة والتي لا تسمح بإدارة المخاطر بشكل فعال أو إيقاف الخسائر عند حد معين.معدلات خسارة مرتفعة واحتمالية الاحتيال
تستغل معظم منصات تداول الخيارات الثنائية غياب الرقابة والتنظيم لتقوم باستغلال المتداولين والاحتيال عليهم من خلال مجموعة من الأساليب، وهذا أمر متوقع فخسارة المتداولين في هذا النوع من عقود التداول يكون في مصلحة المنصة. حيث تكسب المنصة الرهان وتحصل على أموال المتداولين عندما تفشل توقعاتهم حول سعر الأداة المالية، لذا يقومون بالتلاعب في الأسعار تارة لإيهام المتداولين أنهم يحققون أرباح حقيقية فعلاً من أجل تشجيعهم على إيداع المزيد من المال، وهذا يكون في البداية. وتارة أخرى للاستيلاء على أموال المتداولين بذريعة أنهم خسروا الرهان.
في هذا النوع من صفقات التداول، تكون مخاطر الخسارة في أعلى مستوياتها. وذلك لأن تداول عقود الأوبشن لا يعتمد في أصله على دراسة الأسواق وتحليلها، إنما يقوم على توقعات لحركة أسعار الأصول المالية، التي قد تصيب وقد تخيب بنسبة أكبر من احتمال نجاحها. وذلك خاصة عند التعامل مع منصة غير مرخصة قد تقوم بالتلاعب في الأسعار للاحتيال على المتداولين والاستيلاء على أموالهم.

الفرق بين الخيارات الثنائية والفوركس:
- الخيارات الثنائية:
- المراهنة على ارتفاع أو انخفاض سعر الأصول المالية، يحقق المتداول الأرباح أو يتكبد الخسائر بناءً على نجاح المراهنة.
- لا يوفر مرونة كبيرة في التحكم بالمخاطر، حيث لا توجد أدوات مثل وقف الخسارة.
- لا يعتمد على خطة أو استراتيجية تحليلية واضحة، بل يشبه المقامرة في طبيعته.
- لا تخضع معظم منصاته لجهات تنظيمية ورقابية.
- مرتفع جدًا بسبب طبيعته القائمة على المراهنة، مما يزيد من احتمالات الخسارة.
- تداول الفوركس:
- شراء وبيع العملات الأجنبية من خلال منصات مرخصة لتحقيق أرباح من فرق السعر بين البيع والشراء.
- يعتمد على استراتيجيات مدروسة وتحليل السوق وحركة الأسعار لاتخاذ قرارات تداول مدروسة.
- يوفر مرونة أعلى في إدارة المخاطر بفضل أدوات مثل وقف الخسارة والتحكم بحجم الصفقات.
- تخضع للتنظيم والرقابة من قبل هيئات مالية دولية.
- أقل خطورة نسبيًا، حيث يمكن التحكم بالمخاطر من خلال استراتيجيات تداول محكمة.
